تطوان تحتضن الحوار الجهوي لتأهيل منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي

و م أ - احتضنت مدينة تطوان ،اليوم الثلاثاء ، فعاليات الحوار الجهوي لتأهيل منظومة التعليم في شموليتها ،التي يشرف على تنظيمها وتأطيرها المجلس الاعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي. وأكد عضو المجلس الاعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي السيد عمر المودن ، في كلمة تأطيرية بمناسبة اللقاء، الذي شارك فيه مسؤولون مؤسساتيون وفعاليات مجتمعية وسياسية ومنتخبون ورجال التعليم ومتمدرسون، أن الغاية من تنظيم هذا اللقاء هو إشراك أكبر عدد ممكن من الفاعلين التربويين وشركاء المنظومة التربوية والمتدخلين في هذا الشأن ومختلف مكونات المجتمع في التفكير الجماعي في سبيل الارتقاء بمنظومة التربية والتكوين العلمي، وكذا بلورة خارطة طريق اصلاحها وضمان الانخراط المستمر في تطبيقها. واعتبر أن اللقاء يروم أيضا ابراز القيمة المضافة للخبرة والمعرفة العلمية الجماعية ،عبر تحديد دعامات التغيير الاساسية ،مبرزا أن هذه الدعامة ستشكل سندا أساسيا لهيئات المجلس من أجل اعداد التقرير الاستراتيجي حول الاصلاح الشامل والمنشود للمنظومة الوطنية للتعليم بكل تفرعاتها . ومن جهتها ، أكدت السيدة يسرى حريري عضو المجلس الاعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي أن الحوار الجهوي يندرج أيضا في اطار تكريس المقاربة التشاركية القائمة على القرب ،وضمن البرنامج المرحلي للمجلس ،الذي سيتوج ببلورة تقرير استراتيجي سيقدم من خلاله المجلس رافعات التغيير اللازمة لتأهيل المنظومة الوطنية للتربية والتكوين والبحث العلمي. وأضافت أن اصلاح المنظومة التعليمية في كل مستوياته العمودية والافقية لن يتأتى الا بانخراط كل مكونات المجتمع وابداء الرأي في كل السياسات العمومية المرتبطة بالتعليم وتقييمها وتحليلها ،والتعاطي مع المشاكل التي يعاني منها القطاع ،وإرساء الترسانة القانونية لمختلف قضايا التعليم، مشيرة الى أن المجلس يعد فضاء للتفكير الاستشرافي وحشد التعبئة المجتمعية للرفع من جودة التعليم وفقا لدوره كمجلس والطابع النوعي لمهامه. وتم بمناسبة جلسة الحوار تقديم عرض مفصل حول النتائج التي انتهى اليها التقرير التحليلي حول حصيلة تطبيق الميثاق الوطني للتربية والتكوين ما بين سنتي 2000 و2013 ،الذي ،من وجهة نظر المجلس الاعلى ،يشكل المنطلق الاساسي لتقييم المنظومة التربوية ويحدد بعض الرهانات المستقبلية المطروحة على المنظومة. ولامس العرض أهم المكتسبات التي تحققت في اطار تأهيل المنظومة التعليمية على مستوى تعميم التعليم وتعبئة الموارد ومؤشرات المناصفة والمساواة والتحصيل الدراسي للمتعلمين ونوعية التأطير المدرسي والمقاربات البيداغوجية والحكامة في تدبير الشأن التربوي ،كما لامس العرض بعض المعيقات التي تعتري التطبيق الامثل للبرامج التعليمية ، والمرتبطة أساسا بتصور الاصلاح والمناهج والمشاركة والانخراط الواسع للفاعلين وآليات اليقظة والتتبع والتقييم ، وبرامج التكوينات لتحقيق جودة العرض التعليمي والارتقاء بمهن التدريس. واهتمت مختلف تدخلات المشاركين في جلسة الحوار بأهمية توفير الظروف البيداغوجية والعملية لجعل القطاع الخاص في التعليم شريكا وطرفا أساسيا لتحسين جودة التعليم ،ووضع آليات دقيقة لمتطلبات النهوض بالبحث العلمي ،والأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات المحلية والتحولات الديموغرافية والاجتماعية والبعد الجهوي في مناهج وبرامج الاصلاح ،وتقويم الامتحانات خاصة في المستويات الاستشهادية ،واعادة النظر في الزمن المدرسي والتدبير الزمني لعمليات التدريس والتحصيل ، وتحفيز الموارد البشرية ماديا ومعنويا . كما ركزت المداخلات ،التي اعتمدت كتوصيات ،على ضرورة الاهتمام الخاص والمركزي بالتعليم الاولي باعتباره الاساس لتحقيق التغيير المنشود ،وآليات الدمج الشامل للاطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في المنظومة التعليمية ،وتعميم تجارب المدارس الجماعاتية بالبوادي في انخراط المؤسسة التربوية في محيطها الثقافي والاجتماعي والاقتصادي وعوامل النجاحات التي حققتها ،والاشتغال أكثر على التعلمات لتحقيق جودة التعليم ،وتعميم إحداث مراكز الانصات بمختلف المؤسسات التعليمية لمساعدة المتعلمين على تجاوز بعض الاكراهات الاجتماعية والنفسية والتربوية .